International Journal of Accounting and Management Sciences (IJAMS)
Special Issue (Arabic) September 2022
DOI https://www.doi.org/10.56830/HSES7982
Author
Asmaa Serag
Ahmed Abu-mosa
Samir Helal
Abstract
إن دراسة وتحليل القضايا المرتبطة بتصميم نظم التكاليف، والمفاضلة بين البدائل المختلفة لتصميم نظم التكاليف والتكامل مع نظم قياس الأداء فى المنشأة فى إطار استخدام النماذج الكمية أصبحت من القضايا الهامة والمحورية فى معظم الدراسات والبحوث المحاسبية فى الفترة الأخيرة، فقد توقع (Lee, 2003) بأن تركز بحوث محاسبة التكاليف في المستقبل على البحث في القضايا المرتبطة بتصميم واختيار نظام التكاليف الأكثر ملاءمة لتحقيق أهداف معينة، وإفراز معلومات محددة تفى باحتياجات متخذى القرار داخل المنشأة (Lee, 2005, p. 43).
أما (Brinberg, 2009b) فتنبأ بأن بحوث محاسبة التكاليف ستتطور على مرحلتين:
المرحلة الأولى: تركز البحوث على معايير الملاءمة في المفاضلة بين بدائل تصميم نظم التكاليف، وإمكانية التطبيق العملى لبدائل نظم التكاليف، وهذا ما أشار إليه (Hopwood, 2008) بزيادة الجانب الفنى والتطبيقى فى البحوث. فلم تعد دراسات التكاليف تركز فقط على حل مشاكل الواقع العملى، ولكن أيضًا على إثراء المعرفة.
المرحلة الثانية: التعاون بين الباحثين فى مجال محاسبة التكاليف، والباحثين فى مجالات العلوم الأخرى، لتكوين بحوث بينية Interdisplinery Research حيث ينتفع الباحثون من الأنظمة، والنماذج، والأدوات المستحدثة فى العلوم الأخرى. بالإضافة إلى استخدام الأساليب الكمية، وتطبيقها فى حل مشاكل التكاليف ومحاولة حلها بصورة مستحدثة (Lee, 2005, p.55; Brinberg, 2009b,p.8).
أما (Alawallage et al., 2017) فقد توقع بأن تتجه بحوث محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية إلى التنظير، وشرح أسباب الاختلاف في ممارسات المحاسبة الإدارية والبحث عن أدوات وأساليب مبتكرة لحل المشاكل المعقدة لدى مديرى المنشآت وصانعى السياسات والخطط، أما (Labro, 2015) فقد اقترحت استخدام مدخل المحاكاة في بحوث المحاسبة الإدارية كأحد أدوات البحث المبتكرة في حل المشاكل المعقدة وإتساقاً مع تنبؤات (Alawallage, et al., 2017; Labro, 2015, Brinberg, 2009b) يهدف هذا البحث إلى كيفية استخدام أحد نماذج بحوث العمليات، وهو نموذج المحاكاة – محاكاة النظم- فى حل أحد مشاكل المحاسبة الإدارية وهى كيفية الحكم على ملاءمة تصميم نظم التكاليف المختلفة من منظور اتخاذ القرارات، وتحليل أثر استخدام معلومات نظم التكاليف المختلفة في اتخاذ القرارات التشغيلية على مستوى أداء عملية التصنيع وبناء عليه : فإن موضوع البحث هو كيفية استخدام نماذج المحاكاة فى القياس الكمى لأثر تعقد العمليات / المنتجات على تصميم نظام التكاليف، وأيضًا كيفية الاستفادة من نماذج المحاكاة فى المفاضلة بين بدائل تصميم نظم التكاليف المختلفة من منظور اتخاذ القرار وانعكاس ذلك على مؤشرات كفاءة أداء عملية التصنيع.
وقد تم اختيار موضوع المفاضلة بين بدائل تصميم نظم التكاليف، نظرًا للتفاوت والاختلاف فى مقومات تصميم من حيث: المفاهيم، الأسس، المكونات والإجراءات، وقدرة النظم على التعامل مع التعقيدات فى علاقات التكاليف من ناحية، وفعالية تصميم النظم من ناحية أخرى. ويرتبط قياس الفعالية بدرجة كبيرة بقياس أثر المعلومات التى ينتجها النظام على تحسين نوعية القرارات التى يخدمها.
يعتبر قياس أثر تصميم نظام التكاليف على مؤشرات كفاءة وملاءمة أداء عمليات التصنيع، حيث أن الترابط والتكامل بين نظم التكاليف، ونظم قياس الأداء ضرورياً من أجل تحديد أثر القرارات التى يقوم المديرون باتخاذها على مستوى التحسن فى عمليات المنشأة، ودراسة والتعرف على أثر الاختلاف فى تصاميم أنظمة التكاليف على تشكيلة المنتجات وانعكاسات القرار على مستوى أداء عمليات التصنيع مثل: معدل الوفاء بطلبات العميل، زمن دورة التصنيع/ البيع، وزمن الانتقال بين نقاط الاختناق ومستوى الدخل التشغيلى وغيرها. وبناء عليه يجب التوافق والدمج بين تصميم نظام التكاليف، ومؤشرات الأداء لعملية التصنيع. وهذا ما أكدت عليه دراسة (Drucker,1990,p.402).
إن النموذج المفاهيمى لربط تصميم نظام التكاليف بمستوى الأداء تم تحديده فى ضوء سلسلة من العلاقات السببية: بما يعنى أنه كلما نجح نظام التكاليف فى أداء وظائفه الأساسية، وأنتج معلومات أكثر ملاءمة ومنفعة لعملية اتخاذ القرار، كلما أدى ذلك إلى تحسن الأداء. وعلى الرغم من أن ذلك يعتبر أمراً بديهياً أكثر منه افتراضاً أساسياً، فإنه قد يثار التساؤل حول الدليل المنهجى الذى يربط تصميم نظام التكاليف بالتحسين في مؤشرات كفاءة أداء العمليات.
فوفقًا للنظرية الموقفية Contingency Theory إن نجاح نظام التكاليف فى أداء وظائفه يعد شرطًا ضروريًا ولكنه ليس كافيًا لتحسن أداء المنشأة، فالتحسن فى الأداء هو دالة للتوافق بين تصميم نظام التكاليف الملائم والبيئة التصنيعية للمنشأة (Pizzini,2006,p.180)، لتصبح القضية ما هى المنهجية العلمية التى تساعد على حدوث توافق وترابط بين تصميم نظام التكاليف ونظام التصنيع فى المنشأة ؟
وبناء على ما سبق، فإن هناك حاجة إلى منهجية توضح وتحقق الترابط والتوافق بين تصميم نظام التكاليف على المستوى الاستراتيجى، وأداء عمليات التصنيع على المستوى التشغيلى. وتقوم تلك المنهجية على بناء سيناريوهات، ومحاولات متتابعة لتصميم نظم التكاليف والوصول إلى أفضل نظام للتكاليف يحسن من أداء النظام التصنيعى للمنشأة ككل فى ظل ظروف موقفية معينة.